Minggu, 07 September 2008

Jumah Amien


حماس تدعو عباس لتبني إستراتيجية أكثر واقعية وعدم الإصرار على نهج التسوية... الرئيس التركي متفائل بنتائج زيارته لأرمينيا... الرئيس الباكستاني يتعهد بتقوية البرلمان والديمقراطية... الأمم المتحدة تدعو لإجراء الانتخابات المحلية بالعراق قبل نهاية العام الجاري... محادثات مصالحة في طرابلس المضطربة بشمال لبنان... جورجيا ستطلب من محكمة بلاهاي وقف "انتهاكات" روسيا... شتاينماير ينافس ميركل على منصب المستشار الألماني... رئيس الوزراء الكندي يدعو لانتخابات يوم 14 أكتوبر... مصر تهزم الكونغو وتتأهل للتصفيات الإفريقية النهائية المؤهلة لكأس العالم.

جمعة أمين يتذكر بدايات الصوم: رمضان شهر التوبة


الداعية جمعة أمين

- القيام في المعتقل له مذاق خاص والأخوة كلمة السر

- الإخوان أعادوا سنة الاعتكاف وصلاة الخلاء بالإسكندرية

- رمضان شهر الأخلاق وفرصة لينطبق القول مع العمل

- على الدعاة استخدام الأسلوب اللين لترقيق قلوب الصائمين


حوار- أحمد رمضان:

"أهلا بالمطهر" هكذا كان يردد سلفنا الصالح كلما هلَّ شهر رمضان المعظم؛ باعتباره الفرصة الأكبر للتطهر من ذنوب عام مضى والتزود لعام جديد؛ ولكن كيف كانوا يستغلونه؟ وما هو البرنامج العملي الذي يجب أن يسير الصائم عليه في شهر رمضان؟ وكيف يكون حال الداعية مع المدعوين؟ أسئلة عديدة طرحناها على مائدة الحوار الرمضاني مع الأستاذ جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.

* بدايةً.. كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول رمضان أعاده الله عليكم بالخير والبركة، ورمضان كما عودنا لا يمر دون أن يترك في ذاكرتنا آثارًا منه، فهل ذكرتم لنا بعض مواقفه التي لا تنسى؟

** الذكريات كثيرة؛ أذكر منها أننا بعد خروجنا من المعتقل في منتصف السبعينيات كان هناك فرص طيبة للقاء الشباب ممن اجتهدوا في طريق الدعوة الإسلامية، وكانت السبعينيات فترة انطلق فيها الشباب المسلم الصوَّام القوَّام وجاء رمضان فرصةً جميلةً لهم، وكم دمعت عيناي وأنا أرى الصبية والشباب والنساء والرجال والكهول وهم يستغربون سنة الاعتكاف؛ فأردنا أن ننشر هذه السنة بين المسلمين في بعض المساجد التي كنا نصلي فيها؛ كم كان الأمر غريبًا بل لم أكن مبالغًا إن قلت إن البعض استنكروه في البداية، وكان السؤال: ما هو الاعتكاف وكيف يكون؟ وهل ننقطع عن أعمالنا الدنيوية من الأكل والسعي إلى معاشنا؟ فكانت فرصة لنا أن نبين هذه السنة، وأن مَن أحيا سنة من سنن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحيا الله قلبه؛ كان الإقبال ضعيفًا في أول الأيام ولكن سرعان ما استجاب الناس، ومما أذكره أن بعض الشباب يتساءل كيف لا نخرج من المسجد إلا لضرورة، خاصةً أن الاعتكاف نكون فيه متجردين لله تعالى، وهنا أذكر أنه من الأشياء المضحكة أن أحد الشباب سأل: تعودنا أن نقص شعرنا قبل العيد، وأن نتزين له فقلت له هذا أمرٌ أسهل مما تتصور، وجئنا بحلاقٍ في ليلة العيد فحلق الشباب رأسه وتزيَّن في داخل المسجد نفسه وقضوا وقتًا طيبًا وانتهزنا هذه الفرصة في أننا تعرفنا على الشباب وتعرف الشباب على دعوتنا وكان مخيمًا ربانيًّا تعلَّم فيه الشباب كيف كان يقوم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الليل إلا قليلاً نصفه أو يُنقص منه قليلاً أو يزد عليه ويرتل القرآن ترتيلاً، حلقات في النهار دروسًا في الإسلام تفهيمًا وقيامًا بالليل وإفطارًا جماعيًّا.

* كيف تتذكر هذه الأيام؟

** أذكر هذه الأيام فتدمع العين وأتعجب ممن يسعون في هذه الأيام لكي يمنعوا هذا الخير ويمنعوا هذه المدرسة التربوية الربانية في المساجد؛ فهذه الأيام نسمع أنه لا موائدَ للرحمن ولا اعتكافات في المساجد، عجبًا؛ فإن كان هناك مباراة في ساعاتٍ متأخرة من الليل قاموا الليل لمشاهدة المباراة، وإن كان حفلاً غنائيًّا فحدث ولا حرج، أما المساجد فيقول عنها المولى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)﴾ (البقرة)، فكانت أيامًا طيبةً وفي آخر الأيام جلسنا مع شباب الإخوان وكانت أول مرة في تاريخ الإسكندرية نخرج مكبرين ونُصلي العيد في الخلاء، وأحيينا سنة العيد في الخلاء لأول مرة، وكان في استاد الجامعة ثم نقلنا الصلاة فيما بعد إلى استاد البلدية، وعندما شعرنا بأن هناك اتجاهًا لمنعنا من الصلاة في الخلاء، قمنا بالصلاة في الخلاء في جميع أنحاء الإسكندرية، وكانت المسيرات تجوب الشوارع تُهلل وتُكبِّر من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر.. هذه الأعمال يعود الفضل فيها إلى الله تعالى ثم للإخوان الذين كان لهم دور في إحياء مثل هذه السنن، ونسأل الله دوامها.

* ماذا تذكر عن بداية رمضان؟

** الذكريات مرتبطة بالنصائح؛ فأذكر وأنا صبي أنه كان يجمعنا شيخ المسجد في أول ليلةٍ في رمضان لكي نتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ونقول: تُبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، ونتوجه إلى الله بقبول هذا الشهر والعون على صيامه؛ فالنصيحة التي أنصح بها نفسي وإخواني من المسلمين هي وقفة مع النفس واستعراض عام مضى من عمرنا وابن عباس يقول: "يا بن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك"؛ فمطلوب وقفة محاسبة مع النفس وتوبة وعزم على الطاعة والاستقامة، فضلاً عن إخلاص النية، ويوم أن نُخلص النيات فسيؤلف الله بين قلوبنا، وهذه الألفة تأتي بالعمل الصالح.. ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)﴾ (مريم)، من قيام وصيام وتسامح وتصافح وصلة أرحام وإمساك للسان إلا بالقول الطيب، أما الثانية فقراءة القرآن، فالذين لا يعرفون الأوراد إلا في رمضان ليتهم يُدربون أنفسهم على تحديدِ وردٍ من القرآن أقله جزء يقرؤه يوميًّا يتدبر فيه الآيات، ويستخلص فيه الدروس والعبر، ويقف أمام الدروس التربوية.

أما الثالثة فشاء الله تعالى أن تكون من سماتِ هذا الشهر، وهي الوحدة والجماعة ودين الإسلام دين الجماعة، ورمضان يُذكِّرنا بهذه الوحدة والوجهة والسلوك والتعبد لله سبحانه، لعل الله ينصرنا بالقرب إليه على الظالمين الذين ظلمونا، وعلى الكافرين ممن عادونا، وعلى كل مناوئ للدعوة بوحدةِ المسلمين في منهجها.

الأمر الأخير الذي أُحب أن ألفت إليه النظر هو "الأخوة" التي جعلها الإمام البنا ركنًا من الأركان، وجعلها ابن القيم عقدًا من العقود التي بين الإنسان وبين ربه، هذا الركن الركين يتحقق عمليًّا في هذا الشهر حين نُسبِّح ونُكبِّر ونُهلل ونصلي ونقوم ونعتكف، وشاء الله تعالى أن يكون أول نصرٍ للمسلمين وهم قلة على الكفرةِ في بدر، وكان السبب الأساسي لا كثرة عددهم ولا كثرة عتادهم، ولكن في المقام الأول بسجودهم وركوعهم فحققوا ركن الإيمان، وحققوا ركن الأخوة، وما الإسلام إلا هذان العقدان (الإيمان)؛ وذلك حق الله على العباد، و(الأخوة)؛ وذلك حق الأخ على أخيه، ولا شك أن كلام عبد الله بن عمر من أنسب ما يُقال في هذا الموقف، فيقول: "والله لو صمت النهار لا أفطره، وقمت الليل لا أنامه، وأنفقت مالي غلقًا غلقًا في سبيل الله، وأموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعته ولا بغض لأهل معصيته ما نفعني ذلك شيئًا"؛ بمعنى أن شريعة الله لا تتحقق إلا بالأخوة.

* وماذا عن ذكريات رمضان في المعتقل؟

** أتذكر أننا كنا نحتفل في رمضان بالنصر، وكنا نستبشر من هذا الانتساب للنصر إلى رمضان وإلى بدر التي كانت مثالاً للمسلمين، المقصود في المعتقل ليس أن لرمضان خصوصية فيه بقدر ما الصيام في ذاته جامع للمسلمين ووحدتهم، فما بالكم عندما يجمع الظلمة المسلمين عنوةً، وهم لا يدرون أن هذا الجمع الطيب الذي اجتمع على قول الله تعالي ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ (الفتح: من الآية 4) فكنا نُقيم الليل في رمضان، وكان له طعم ومذاق وصفاء نفس وإخلاص في التوجه إلى الله سبحانه وتعالي، فالحقيقة كان فيه لون من ألوان الألفة والوحدة التي لا تجمعنا على طعامٍ واحدٍ وإفطار واحد فحسب، ولكن أيضًا على قيام الليل الذي قال رب العزة فيه ﴿وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ (الإسراء: من الآية 79)، فالإنسان عندما يكون في شدةٍ يكون أقرب إلى الله، فما بالك عندما تأتي الشدة في رمضان، ولقد انتظرنا الإجابة من المولى وقد أتت مسرعةً.

* يحمل كل مسلم معنى بداخله لرمضان؛ فماذا يعني هذا الشهر للأستاذ جمعة أمين؟

** هذا الشهر له فضله، بما فضَّله المولى سبحانه وتعالى؛ فهو شهر جمع بين الفرائض جميعًا نصوم ونقوم ونُصلي ونُزكي، والعمرة في العشر الأواخر فيه بمنزلةِ الحج، والحقيقة أن هذا الشهر نموذج للمسلم كي يحتذي هذا السلوك الذي يسلكه في هذا الشهر لكي يطبق هذا السلوك في العام كله ليكون نموذجًا للمسلم خلقًا ودعوةً وتطبيقًا للإسلام والواقع.

* ما أهم ما يُميز هذا الشهر؟

** إنَّ أهم ما يُميز هذا الشهر هو الأخلاق، وأستطيع أن أقول بكل جوارحي وبكل نبضة في أن هذا الشهر نستطيع أن نُسميه شهر الأخلاق الإسلامية الذي يحقق قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فأنت في هذا الشهر لا تقول للناس إلا حسنًا؛ وأنت في هذا الشهر تدفع بالتي هي أحسن وإن أساءوا إليك، أنت في هذا الشهر الكريم رجل إن رماك الناس بالحجر ألقيت إليهم بالثمر، هذا الشهر الكريم الذي يُعلمنا كما نأكل طيب الطعام فإننا نتحرى طيب الكلام، إنه شهر كريم حقًّا فيه ما فيه من حسن الخلق؛ انظر إلى قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- "فإن سابك أحد أو شاتمك فقل إني صائم"؛ ما معنى أني صائم؟ معناها أنك صاحب خلق.

أقول هذا شهر كريم تتجلى فيه الأخلاق، بل إن أهم ما يتميز به المؤمن في هذا الشهر أن يترجم أقواله إلى أفعال وسلوك وإلا فما قيمة الصوم إن كان بذاءً أو شتامًا أو عنيفًا مع الناس.. كيف يكون ذلك مع مَن قام الليل وصام النهار وتلا القرآن ورطَّب لسانه بذكر الله بعين دامعة وجسد خاشع وأقدام متورمة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)﴾ (الأنفال).

* ما هي مشاهد الأخوة التي تلتمسها في الشهر الفضيل؟

** حينما نسمع أذان المغرب نجد الكل يقتسم التمرة ليسرع بإفطار أخيه هذا منظر جميل؛ لأن مَن فطَّر مسلمًا ثوابه عند الله عظيم والمولى يضاعف أجره نظير هذا العمل، والناس تتخذه موسمًا للأذكار والأوراد وللأسف نجد أنه ثاني يوم العيد كأن هذه العبادات لم تكتب إلا في رمضان، أما الدعاة فيتخذون من رمضان منطلقًا للجهد والجهاد والحب والألفة والأخوة والحرص على الجماعة وكل المعاني الطيبة.

* أخيرًا نصائح تقدمها للدعاة في رمضان؟

** أختم للدعاة بآيات الصيام التي فيها توجيه للدعاة كيف يدعون إلى الله فيقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)، أي أن هناك بشرًا قبلكم صاموا؛ فحنانيكم بالناس؛ ثم يقول ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقرة: من الآية 184)؛ وصدق على حين قال: من لانت كلمته وجبت محبته، والصيام يُعلمنا كيف نصبر ونتدرج مع الناس في الدعوة إلى الله وكيف نُشجِّع المبتدئ على أن يستمر في طاعة الله فلا نلمز أحدًا ولا نقلل من شأن أحد، ولكن نشعر بأننا جميعًا نحوم حول شيء واحد ألا وهو التقوى.

نسأل الله أن يأتي رمضان وقد نصر الله المجاهدين خاصةً في غزة المثابرين الصامدين حتى يرينا الله نصره رأي العين ولو نقول متي هو ﴿قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51).

Tidak ada komentar: