Minggu, 07 September 2008

Hijab


Asww.
يأتي شهر رمضان المبارك بكثيرٍ من المظاهر الروحانية الرائعة، فيرسم صورة إيمانية عالية؛ من بينها إقبال غير الملتزمات بالحجاب على ارتداء هذا الزي الإسلامي الذي فرضه الله عز وجل، إلا أن تلك الصورة قد تهتز وتبهت ألوانها بالحجاب الموسمي الرمضاني الذي سريعًا ما يُنزَع بانقضاء أيام الشهر الكريم؛ الفعل الذي يجرمه البعض ويبادر برمي الحجر على صاحبته؛ دون تأنٍّ أو تفهم، ودون إدراك لتلك الفرصة السانحة والأبواب المفتوحة على واسع فيض الشعور بالله وعظمته، والتي إن اقتُنصت سار الحجاب الموسمي جزءًا لا يتجزَّأ من كيان الفتاة.



فالواقع أننا قد نتحايل على أنفسنا كثيرًا و نهادن ضمائرنا أكثر، ونتصادم مع الآخرين أحيانًا أو لا نبالي بهم إطلاقًا، وقد نختلف في الآراء أو نتحزَّب، ولكن تظل المسلَّمات الدينية أمرًا واقعًا لا تبديل لها، وينقصنا- كنفوس بشرية- فن التعامل والتعاطي مع أنفسنا قبل الآخرين.



مخدر للضمائر

الدكتور شحاتة محروس أستاذ علم النفس بجامعة حلوان يطالب بعدم إحباط تلك الفتاة أو النفور منها، ويرى أن علينا أن نتودَّد إليها وندعوَها إلى الاستمرار؛ لأن الله يرحب بأي تقارب وأي جهد اتجاهه.

ويوضِّح أن تلك الظاهرة صحية؛ لأنها تدل على أن الفتاة تشعر أنها على خطأ وتتوجه إلى الصواب ولو بخطوات متباطئة.

ويؤكد أن الأسباب النفسية لظاهرة الحجاب الموسمي في رمضان أبسط مما نتصور؛ فالجو العام لشهر رمضان الكريم قابل للتدين، ويهيِّئ الإنسان للتقرب إلى الله، فتجد الفتاة نفسها محبة للطاعة وغارقةً في جوٍّ إيماني لا تستطيع أن تنقصه بامتناعها عن الحجاب، فضلاً عن كون الحجاب الموسمي يمثِّل المخدِّر و"البنج" الذي يخدِّر ضمير الفتاة عن تركها فريضة الحجاب؛ فالإنسان عندما يفعل الصواب لبعض الوقت تهدأ نفسه وتستريح نسبيًّا، ولكن الخطأ هو العودة بعد شهر رمضان إلى المعصية والضلالة، وسبب تلك العودة هو اتباع الفتاة للهوى، فتبيح لنفسها وتبرر الأمر لذاتها فتخلع الحجاب مرة أخرى؛ وذلك بمساعدة بعض العوامل الخارجية، مثل الصديقات غير المحجبات، ومفهوم اللهو والاحتفال الذي يمارسه البعض في عيد الفطر ببعض الطقوس، فتخلع الفتيات الحجاب ويتزيَّنَّ ويرتدين ملابس جديدة ويخرجن للتنزه مع عائلاهن وصديقاتهن، ومع تلك الردة يعود إلى الفتاة ذات الشعور الأول بعدم الراحة وبألم المعصية.



ويستنكر شحاتة محروس تنازل الفتاة عن خطواتها الجيدة التي أحرزتها في اتجاه الله مثل الأعياد والأفراح وخاصةً حفل زواجها، مؤكدًا أن الفرح ليس بالخطأ، ولكن هناك طرق كثيرة للفرح دون إغضاب الله، وان تلك الأفعال هي خلل في فهم الناس لمعنى الفرح.

وعن كيفية استغلال تلك الومضة الإيمانية لدى الفتاة غير المحجبة في شهر رمضان يقول: "إنه لا بد من تشجيعها ومدحها كثيرًا والثناء عليها وعلى مظهرها، وعلينا أن نصف ذلك الضوء الساطع في وجهها نتيجة إحساسها بالطاعة، ونحببها في حجابها ومظهرها، ثم علينا أن نجمعها بصديقات محجبات يعنِّها على الحجاب والطاعات والفضائل، فتجد نفسها بينهم بحجابها؛ لأنها إن ظلت مع غير المحجبات سيهاجمها شعور الغربة بين الحين والآخر، وعلينا أن نوضح لها أن كل من يقول لها "اخلعي الحجاب رمضان خلص" هو عدو وليس صديقًا، وأن المجموعة التي ترفضها بحجابها هي مجموعة لا تستحقها.

وزر الآباء والأمهات

وحول الموقف السلبي لكلٍّ من الأب والأم عند خلع فتاتهم الحجاب فيقول: "إن الصمت عن خلع الحجاب من قِبل الوالدين سلوك مخطئ؛ يحمل بين ثناياه موافقة ضمنية، وكأنهما يقولان لها أن تستمر على ذلك"، مضيفًا: "الآباء والأمهات يربون أولادهم على أن معنى الحرية هو أن تفعل ما تريد بصرف النظر عن أن هناك مسلَّمات لا يصلح أن تدخل فيها الحرية؛ لأن الحرام مرغوب فيه من النفس البشرية، ولكنه حُرِّم لحكمة عند الله قد يدرك العاقل ويقتنع بها وقد تغيب عن وعي الغافل، ولكن لا بد أن يخضع لها حتى يدركها مختلطةً بحلاوة الطاعة؛ فالعبادات والفرائض والمحرمات لا يمكن أن نسمح بانزلاقها في مفاوضات مع مفهوم الحرية؛ فالحرية يجب أن لا تمس العقيدة".



ويؤكد أن واجب الأب والأم أن يغرسا قيمة الحجاب في نفس الفتاة منذ الطفولة، حتى تتعوَّد في كِبَرها عليه؛ فنحدثها عن الحجاب ونغرسه في نفسها ونشتري لها أنواعًا جميلة منه في صغرها ونشركها في اختيارها، ونمنيها بيوم ارتدائها، ولكن في وقت البلوغ لا بد من الإجبار ولكن مع شيء من اللين والإقناع والحوار والترغيب، وهنا يظهر مدى فائدة العلاقة الطيبة بين الوالدين وابنتهما؛ فالفتاة التي تمتلك رصيدًا من العواطف والتقارب مع والديها تميل إلى لصواب وتبعد عن المكروه حفاظًا واحترامًا على ذلك الرصيد.



الثواب في النية

ويؤكد الدكتور مجدي شلش رئيس قسم أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية، فيقول إنه إذا كانت النية لدى الفتاة في حجابها الرمضاني هو التستر والاحتشام وإتمام صيامها الذي من شروطه الحجاب والحفاظ على صيام الآخرين وتنفيذ ما أمر الله، فإنها تثاب على ذلك، كما يقبل أيضًا صيامها، وإن كان حجابها ذلك لرمضان فقط أو كان ما تفعله "موضة" دون نية الاحتشام فلا تثاب.



ويؤكد شلش أن خلع الحجاب بعد رمضان أثم ومعصية ومخالفة لأمر الله؛ تجازى عليها الفتاة؛ لأنها خالفت ما اجتمعت عليه الأمة.



ونفى شلش أن يكون خلع المرأة الحجاب بعد رمضان استهزاءً بالدين، ولكنه نوع من الهوى والمعصية وعدم الاستجابة لله؛ نظرًا لضعف الإيمان، ولا يعني الخلو من الدين؛ مؤكدًت أن الكثير منا يفعل الطاعات في رمضان ولا يستطيع ذلك بعد رمضان، ولكن الأذكى والأصلح والأتقى هو من يستمر على الطاعات ويجاهد نفسه لأداء النوافل.



ويؤكد أن خطوة ارتداء الحجاب في رمضان محمودة؛ لأن النفس البشرية لا تقنع ولا تهدأ للشيء إلا بصورة متدرجة، أما أصحاب العزائم فهم القادرون علة إلزام أنفسهم وجهادها، وهم أصلح وأتقى.



ويرشدنا إلى كيفية التعامل مع صاحبة الحجاب الموسمي قائلاً: "لا بد أن نوقظ الإيمان في قلبها ونخبرها بالحكمة والموعظة الحسنة أن الحجاب اكتمال إنساني وكمال بشري، وأن المرأة صاحبة الدين والخلق تكتمل بالحجاب، ونذكرها بالله ورضاه ورضا رسوله والمجتمع الفاضل السليم، أما المجتمع الذي يستهزئ بالحجاب فلا يجب أن ننظر أو نلتفت إليه".



ويضيف: "اللين ما دخل في شيء إلا زانه، والرفق مطلوب والتذكرة الحسنة؛ فلابد أن نتعامل مع تلك الفتاة بحكمة ولا ننفرها ونقصي قلبها بسوء معاملتها، وعلينا أن نعلِّمها أن رضا الله أولى من رضا أي مخلوق، وأن الحجاب لطاعة الله وبرضا الله يرضى الناس، إلا أن خلع الحجاب يأتي نتيجة مؤثرات كثيرة وضغوط أكثر؛ فنحن نعيش في ظل إعلام مفتوح وردة حضارية وبُعد عن قيم الإسلام.



ويوجِّه نصيحة إلى الفتاة قائلاً: "على كل فتاة ألا تهتم بمن يردُّها عن الله، وأن تختار الرفقة الطيبة التي تساعدها على الطاعة؛ لأن الرفقة مهمة جدًّا لمن يسعى إلى الالتزام؛ وأن تدعو الله دائمًا أن يهديَها وأن يرزقها الحجاب والطاعة والإيمان، وأن يلين قلبها للعبادات وينفره من المعاصي".



ويقول: إن واجب المجتمع اتجاه تلك الفتاة هو واجب الطبيب نحو المريض؛ فلو نظر الطبيب إلى المريض نظرة سيئة سوف ينفر منه المريض ويرفض علاجه، ولكن الطبيب الماهر يرى المريض ويطمئنه ولا يخدعه، ولكنه يحن عليه ويشفق عليه ناظرًا إلى المستقبل، وواضعًا العلاج المناسب.



فالأمراض البدنية تختلف، وكذلك أمراض النفوس والمعاصي تختلف؛ فلا بد أن يمتلك المجتمع نظرة الطبيب الماهر الذي يحاصر المرض ويعالجه من جذوره حتى يتعافى المريض، وأن يستغنيَ عن نظرة الجزار الذي لا يفعل شيئًا سولا البتر والتقطيع.



عيون المجتمع العديدة

ويوضح الدكتور أيمن أنس أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق أن المجتمع اليوم، وبرغم كون الحجاب التزامًا دينيًّا أقرَّه الشرع، إلا أن الكثير يصور الحجاب وكأنه اختيار شخصي للفتاة، ومن يفعل ذلك يأخذه من المنظور الشكلي وليس الديني.



والكثيرون من أفراد المجتمع لا يدركون أن القيم ثابتة لا تتغير، وخاصةً الفرائض والفضائل، مضيفًا أننا لا نستطيع رفض ارتداء الفتاة الحجاب في رمضان وسوف نقول إنه شيء مقبول، ولعله البداية.



وعن نظرة المجتمع لتلك الفتاة يقول: "المجتمع به أنماط كثيرة: الأول ينظر إلى تلك الخطوة على أنها بداية صالحة وأمر طيب يُحمد، وهو أفضل من الاستمرار في المعصية في شهر الفضيلة، والنمط الثاني ينظر إلى الصورة السيئة وليس إلى الصورة الحسنة، ويركز على كونها بعد رمضان سوف تخلع الحجاب، ويتساءل: "لماذا تفعل؟!"، ويشكك في قيمها.



ويضيف: هناك نمط آخر منشغل لا ينتبه لمثل تلك الأمور ويراها من الحريات والاختيار الشخصي، ويتبع مبدأ "محدش فاضي لحد"؛ وذلك نتيجة المتغيرات العالمية والعولمة؛ فالجميع منشغل ومنصرف عن الدور الاجتماعي الطبيعي للمجتمع السليم في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف؛ فعلى المجتمع أن يقوِّم أفراده ويردهم عن الخطأ؛ فلو وجد كل فرد نفسه مهدَّدًا بالنبذ والوحدة سوف يراجع نفسه حتى لا يقع في دائرة الإقصاء الاجتماعي.






مسلمات يجبرن شركة أمريكية على احترام الحجاب أثناء العمل

الحملة على الحجاب.. موالاة إبليس

Tidak ada komentar: