Rabu, 05 Maret 2008

ISRAEL


ASWW.
MASALAH ISRAEL PALESTINA ADALAH MASALAH UMMAT ISLAM , APA YANG SUDAH KITA BERIKAN KEPADA SAUDARA KITA?


إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏
بقلم: صلاح الدين حافظ


علي وقع اعتداءاتها الوحشية والدامية علي الشعب الفلسطيني‏,‏ بدأت إسرائيل احتفالاتها الصاخبة بستين عاما علي تأسيسها‏(1948‏ ـ‏2008),‏ وقد خططت لكي تكون احتفالات محلية ودولية واسعة‏,‏ تشمل نشاطات متعددة في دول كثيرة‏,‏ خصوصا أمريكا‏.‏

دعت إسرائيل عشرات من رؤساء الدول‏,‏ في مقدمتهم الرئيس الأمريكي بوش‏,‏ للاحتفالات‏,‏ لكي تقول للجميع إن العالم يقف معها ويساند بقاءها قوة عسكرية مهيمنة في الشرق الأوسط‏,‏ هي مقدمة الرمح لحماية المصالح الاستراتيجية الغربية‏,‏ ولكي تغطي باحتفالاتها الصاخبة هذه جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني‏,‏ وهي جرائم ضد الإنسانية تقتل خلالها الأطفال والنساء والشيوخ‏,‏ قبل أن تستهدف المقاتلين المقاومين‏,‏ ولكي تقيم محرقة عصرية في فلسطين‏,‏ كما قال نائب وزير الحرب الإسرائيلي‏.‏

وبينما تحتفل إسرائيل بتأسيسها الستيني‏,‏ مزهوة بالتفوق والانتصار‏,‏ فإن العرب ينصرفون الي إحياء الذكري الستين للنكبة‏,‏ نكبة اغتصاب فلسطين‏,‏ يذرفون الدموع ويتوجعون‏,‏ ثم يصدرون بيانات الشجب والاستنكار فقط‏,‏ دون إعمال العقل الواعي‏,‏ والفكر السليم‏,‏ متسائلين‏:‏ لماذا تفوقت إسرائيل كل هذا التفوق علي امتداد ستين عاما؟ ولماذا انتكسنا وافتقرنا وتخلفنا حتي صارت نكبة‏1948‏ تلد نكبات جديدة كل يوم‏,‏ تتدحرج كل واحدة وراء الأخري‏,‏ تجر القضية المركزية التي لم تعد كذلك في عرف بعض العرب‏,‏ من الأعلي إلي الأدني‏!‏

ها نحن نتدحرج غائصين في النكبات‏,‏ وقد ضللنا الطريق الصحيح‏,‏ فتراجعت أهدافنا‏,‏ من هدف تحرير فلسطين‏1948,‏ إلي هدف تحرير ما تبقي من فلسطين‏,‏ إلي هدف إقامة دويلة فلسطينية في الضفة وغزة‏,‏ وهما معا يشكلان‏22%‏ من مساحة فلسطين‏,‏ ثم تدحرجنا إلي كانتون محاصر في غزة بمساحة‏360‏ كيلومترا مربعا‏,‏ يزدحم فيه مليون ونصف المليون فلسطيني يشكلون أعلي كثافة سكانية في العالم كله‏.‏

النكبة تدحرجنا وصولا لالتهام الاستيطان الإسرائيلي‏60%‏ من مساحة الضفة الغربية‏,‏ يشغلها أكثر من‏200‏ ألف مستوطن يهودي‏,‏ بعد عزل القدس كاملة‏,‏ وكذلك الأغوار الفلسطينية‏,‏ وبعد أن امتد الجدار العنصري العازل يتلوي في الضفة‏,‏ يبتلع ويعزل مزيدا من الأرض ومصادر المياه‏,‏ ويقسم ما تبقي من الأرض الفلسطينية إلي كانتونات معزولة ومحاصرة‏,‏ فماذا تبقي من أرض لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار‏,‏ سواء وفق رؤية الرئيس الأمريكي‏,‏ أو غيرها‏,‏ مجرد معازل تشبه المعازل العنصرية في جنوب إفريقيا في ظل الحكم الاستعماري العنصري المنهار‏.‏

***‏

هكذا ضاقت بنا الأرض بما رحبت‏,‏ وضاقت حتي أحلامنا‏,‏ فصرنا نختصر القضية في سلطة لا سلطة لها علي أرض الواقع‏,‏ والدولة في التعريف القانوني والسياسي تتكون من ثلاثة أضلاع‏,‏ أرض‏,‏ وبشر وسلطة‏,‏ وصرنا نختصر حلم التحرير في قطعة أرض لا موارد فيها‏,‏ ولا أسس لبناء الدولة الموعودة‏,‏ ونختصر قضية القدس في مجرد التطلع لها من بعيد والتحسر علي ضياعها بعد أن ابتلعها الاستيطان الإسرائيلي‏!.‏

ضاقت حتي الأحلام بالرجال‏,‏ لأن رجال هذا الزمان فقدوا العزم والعزيمة‏,‏ وتخلوا عن الثورة طمعا في الثروة والسلطة‏,‏ وتصارعوا علي السلطة طمعا في الانفراد بها‏,‏ وحين تسلي الثوار بالثروة إلي جانب وهم السلطة‏,‏ تراجع الحلم وانتكست القضية‏,‏ فأصبحت نكبة اليوم أشد بؤسا وإفزاعا من نكبة الأمس‏,‏ وانظروا لما يجري من نزاع بين سلطة رام الله وسلطة غزة‏!!‏

حين تحتفل إسرائيل بينما نحن نبكي نكبتنا‏,‏ يجدر أن نتعمق بحث التطورات‏,‏ فربما تعيدنا إلي جادة الصواب‏,‏ وفضيلة التفكير‏,‏ ونظن أن التحول الأساسي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي قد بدأ بعيد حرب أكتوبر‏1973‏ المجيدة‏,‏ وفي ظل مؤثراتها المهمة التي وقعت كالكارثة علي رءوس الإسرائيليين وحلفائهم‏.‏

لقد استوعب التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي جيدا دروس حرب أكتوبر‏,‏ فاجتهد لكيلا تتكرر‏,‏ ومن يقرأ عشرات الكتب والدراسات الإسرائيلية والأمريكية يعرف أن هذا التحالف الاستراتيجي قد أدرك ثلاثة أسباب جوهرية لنصرنا في حرب‏1973,‏ وهي‏:‏ أولا أدرك أن هذه الحرب كشفت عن تغير رئيسي في القدرة العسكرية لمصر وسوريا وجنودهما علي خوض حرب خاطفة‏,‏ أجادوا خلالها وضع الاستراتيجيات وتحديد التكتيكات الحربية الطموح التي فاجأت الجيش الذي لا يقهر فقهرته وأذلته‏.‏

وأدرك ثانيا أن العرب أجادوا استخدام قوتهم السياسية في تمهيد الرأي العام العالمي‏,‏ وفي استغلال قوتهم الاقتصادية بقوة أثرت في الاقتصاد الدولي‏,‏ حين حولوا سلاح النفط إلي سلاح مساند للمقاتلين‏,‏ ثم أدرك التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي ثالثا قيمة المساندة الشعبية الهائلة من المحيط إلي الخليج‏,‏ التي دعمت القدرات العسكرية في الجبهة الملتهبة‏,‏ وهي مساندة لم تكن عاطفية بالمعني الكلاسيكي‏,‏ لكنها مساندة هددت المصالح الحيوية للغرب كله‏,‏ ولأمريكا بالتحديد‏,‏ لأنها جاءت من هبة شعبية هائلة‏.‏

منذ تلك اللحظة وبعد هذا الإدراك اجتهد التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي في كسر فاعلية هذه الأسباب الجوهرية ونزعها من أيدي العرب‏,‏ بل تحويلها إلي عوامل سالبة‏,‏ فانطلق الهجوم الأمريكي ـ الإسرائيلي الشرس علي المنطقة‏,‏ وظل يتصاعد علي مدي الأعوام الثلاثين الأخيرة ليحقق أهدافه‏,‏ بينما تهاوي التنسيق العربي وصولا لفقدان أسباب القوة الثلاثة التي ذكرناها آنفا‏,‏ سواء بالإهمال واللامبالاة‏,‏ أو بالتسليم الطوعي‏,‏ فانتهي الأمر إلي ما نحن فيه‏,‏ من تغييب لكل أسس التضامن العربي‏,‏ سياسيا‏,‏ وعسكريا‏,‏ واقتصاديا‏,‏ وشعبيا‏!‏

ولا مفر من الاعتراف بأن التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي قد نجح في تحقيق معظم أهدافه الرئيسية‏,‏ من خلال حزمة من السياسات والإجراءات التي وضعتنا أمام نكبة جديدة نبكي علي أطلالها الآن في حسرة‏,‏ ليس فقط لأن العدو فعل‏,‏ ولكن أيضا لأننا ساعدناه علي أن يفعل‏..‏ وينجح‏!‏

***‏

لقد بدأوا بكسر روح المقاومة في العرب عموما‏,‏ وفي بعض الفلسطينيين خصوصا‏,‏ حين أقنعونا بصرف النظر عن هذا البعد العسكري القادر‏,‏ والانغماس في تسويات سياسية واهية‏,‏ ابتداء بكامب ديفيد‏,‏ ووادي عربة‏,‏ وانتهاء بمكلمة أنابوليس‏,‏ وبينهما أوسلو وواي ريفر وغيرها‏,‏ وها هي كلها تنتهي إلي لا شيء حقيقي برغم مضي أكثر من ثلاثين عاما من المساومة والمراوغة‏.‏

ثم ركزوا علي إهدار القدرات الاقتصادية المؤثرة للعرب‏,‏ خصوصا استنزاف النفط‏,‏ حتي لا يكون رديفا لتعزيز القدرات السياسية للعرب‏,‏ ناهيك عن تخفيض القدرات العسكرية لمجموع العرب‏,‏ مقابل زيادة القدرات الإسرائيلية‏,‏ بصرف النظر عما ينشر عن صفقات سلاح عربية بمئات المليارات‏,‏ لأنها صفقات محكومة بشروط تعجيزية تبقيها في المخازن للذكري‏!‏

ولقد تمكن التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي من تحويل اتجاهات العرب‏,‏ فبدلا من تركيزهم السابق علي الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ جري إغراقهم في صراعات أخري‏,‏ استنزفت قدراتهم السياسية والاقتصادية والإعلامية والنفسية‏,‏ مثل حرب العراق ـ إيران‏,‏ والحرب الأهلية اللبنانية‏,‏ وها هي تتجلي أكثر في حرب واحتلال العراق‏,‏ وأزمة لبنان‏,‏ ومشكلات السودان والصومال‏,‏ ومخاوف الخليج الأمنية من هواجس صعود القوة النووية الإيرانية‏.‏

وبينما كنا نغط في نوم عميق‏,‏ نجح هذا التحالف الشرير في كسر الطوق العربي الرئيسي‏,‏ فمزق ما كان يسمي التضامن العربي الفعال‏,‏ وأغلق ملف القومية العربية‏,‏ وشوه سيرة زعمائها التاريخيين‏,‏ خصوصا جمال عبدالناصر‏,‏ كاسرا خطوط التواصل ومحبطا حتي آمال العرب وطموحاتهم في الحلم القومي‏,‏ حتي عند حدوده الدنيا‏.‏

وبينما كنا نغرق ونلهو ونتصارع كانت القدرات العسكرية الأمريكية قد امتلكت دول المنطقة بأرضها ومائها وسمائها‏,‏ عبر وجود كثيف للقواعد والأساطيل والجيوش المحاربة‏,‏ وكانت إسرائيل قد ابتلعت الأرض الفلسطينية‏,‏ واخترقت حركة التحرير الوطني فمزقتها شيعا متناحرة تدمي باقتتالها قلب الجماد‏,‏ فأصبحنا أعداء أنفسنا‏,‏ وقتلة أبنائنا‏.‏

فهل هناك نكبة أشد من هذه النكبة؟‏!‏