Jumat, 08 Agustus 2008

SYALITH


ASWW.

"شاليط" يفضح التخبط السياسي والعسكري للكيان الصهيوني


جلعاد شاليط

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام:


تمر الأيام سريعًا ويمضي الوقت؛ عامان ويزيد مرَّت على أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" من قلب دبابته في عمليةٍ وُصفت بالنوعية جنوب قطاع غزة.



وقد نجحت المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، ممثلةً في جناحها العسكري كتائب القسام بشهادة العدو والصديق، في إخفاء الجندي وآثاره في قطاع غزة الضيق طوال هذه المدة، دون أن تستطيع دولة الكيان بكامل أجهزتها من الوصول إلى معلومة واحدة عن جنديِّها الأسير في ظل تعنُّت المقاومة بأنه لا يمكن أن يخرج إلا بصفقة بحسب مطالبها.



خيارات متخبطة

دولة الاحتلال هدَّدت مرارًا وتكرارًا بأنها ستفعل المستحيل من أجل الوصول إلى "شاليط"، وأنها بالفعل وبحسب المراقبين سخّرت كل إمكانياتها وطاقتها للوصول إلى معلومة بسيطة عن مكانه لكن دون جدوى، فاتجهت إلى التلويح بالخيار العسكري من أجل تحريره ولكن دون أن يجديَ ذلك شيئًا، فقرَّرت أن تسير بخطوات بطيئة جدًّا نحو ما تريد المقاومة الفلسطينية للوصول إلى خروج شاليط حيًّا، ومرَّت الأيام ولكن دون جدوى في ظل مماطلتها بمطالب المقاومة وتلبيتها لها.



وعادت دولة الاحتلال من جديد وعلى لسان وزير حربها "إيهود باراك" لتهدِّد بشن عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة، جاءت تهديد باراك بعد يوم واحد فقط من تصريح رئيس أركان قوات الاحتلال "غابي أشكنازي" بأن دولة الاحتلال تعرف مكان احتجاز الجندي وهوية خاطفيه.



تهديدات "حمقاء"

حركة حماس من جانبها وصفت تصريحات وزير الحرب الصهيوني بأنها "سخيفة وحمقاء، وتنم عن إفلاس الحكومة الصهيونية أمام ثبات المقاومة".



واعتبرت الحركة على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم أن هذه التصريحات تأتي في إطار دعاية باراك الانتخابية له ولحزبه، في ظل الانقسامات والانشقاقات المتعددة داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الصهيونية.



وقال برهوم: "على قادة الكيان الصهيوني أن يدركوا أن أي ارتكاب لمثل هذه الحماقات ستدفع ثمنَها حكومةُ الاحتلال والجنود المغتصبون، وأن العنف والإجرام والإرهاب لن يجلب أيَّ أمن وأمان على الاحتلال الصهيوني".



عراب التهدئة يهدد!

المختص بالشئون الصهيوني عدنان أبو عامر يرى أن "هذه التهديدات يجب ألا تؤخذ بمعزلٍ عن الاعتبارات السياسية في دولة الاحتلال، وأن هذه التصريحات جاءت بعد أن شعر باراك بأن شاءول موفاز أكثر حظًّا منه في حزب كاديما، وكان يريد من هذه التهديدات أن يستعرض بعض سياسته الأمنية والسياسية".



وأوضح أبو عامر في تصريحات لـ(المركز الفلسطيني للإعلام) أنه يجب ألا يغيب عنا بأن باراك هو عراب التهدئة، وهو الذي ضغط على أولمرت وليفني باتجاه عقد اتفاق تهدئة مع حركة حماس بقطاع غزة، لافتًا النظر إلى أنه لا يرى أن الموضوع يأخذ أبعادًا ميدانية كبيرة.



ضغوطات

وحول تصريحات "أشكنازي" بأن دولة الاحتلال تعرف مكان احتجاز شاليط بغزة قال أبو عامر: "أيًّا ما كانت الاعتبارات لهذه التصريحات، يجب ألا تؤخذ بمعزل عن البيئة التي صرَّح فيها أشكنازي بهذا الحديث".



وأضاف: "فقد صرَّح بذلك في قاعدة عسكرية لجنود الاحتلال؛ فكان هدفه أن يرفع من معنويات الجنود الذين قد يقعون في الأسر كـ"شاليط"، وفي الوقت نفسه أراد أن يمارس ضغوطًا على المقاومة بأن تغيِّر مكان احتجاز الجندي، وتخفِّض سقف مطالبها، وأن تسير بوتيرة متسارعة لإبرام تلك الصفقة".



تغيرات دراماتيكية في دولة الاحتلال

وإذا ما كانت دولة الاحتلال تنوي تنفيذ عملية لتخليص "شاليط" من أسر المقاومة؛ رجَّح أبو عامر بأنها لن تتوانى عن ذلك إذا ما عرفت مكان احتجازه، قائلاً: "في اعتقادي.. إذا ما عرفت دولة الاحتلال مكان احتجاز الجندي فإنها لن تتوانى في القيام بعملية واسعة النطاق للوصول إليه حتى لو كلف ذلك قتله؛ لأنها تريد تفويت الفرصة على حركة حماس بإبرام صفقة قوية تحدث في هذا الوقت".



وأضاف: "إن خيار الإقدام على عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة قائم لدى دولة الاحتلال، ولكنه يؤجَّل بحسب الظروف السياسية لديها"، معتقدًا بأن الأسابيع القادمة لن تحمل تغيرات دراماتيكية كبيرة باتجاه قطاع غزة، وإنما ستشهد الساحة الصهيونية تغيرات ربما تكون كبيرة.



معلومات استنتاجية!


فوزي برهوم

المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم قال: "إن هذه التصريحات (الصهيونية) تأتي في إطار الحرب على المقاومة وعلى الفصائل الآسرة للجندي "شاليط" لكي تحدث حالة من الارتباك لديها وتخرج دولة الاحتلال منها بحالة من المعلومات الاستنتاجية".



وأضاف: "هذا ما يؤكد فشل الاحتلال في معالجة ملف الجندي شاليط كما يريد، ويهدف من خلال هذه التصريحات بأن يضلل الرأي العام الصهيوني".



وحول إمكانية قيام دولة الاحتلال بعملية عسكرية لتحرير شاليط أشار برهوم إلى أنه من الواضح أن الاحتلال يقوم بمعركة أو يحضر لها، لافتًا النظر إلى أن تصريحات "أشكنازي" بهذا الخصوص تأتي في إطار استكمال المعركة التي تعد لها دولة الاحتلال ضد حركة حماس وفصائل المقاومة.



ويبقى الوقت والأيام القادمة الكفيل الوحيد بأن تكشف فحوى الخطوات الصهيونية باتجاه شاليط، ويبقى التصارع قائمًا بين خيار دولة الاحتلال بالإفراج عنه دون مقابل وبين خيار المقاومة بالإفراج عنه مقابل ثمن باهظ.. والشعب ينتظر